حنان الغامدي

مساعد اداري، مدخل بيانات، خدمة عملاء, سكرتيرة
عرض الملف الشخصي

جمال الروح

جمال الروح

كنت أتحدث مع إحدى الصديقات تقول عن إحدى بناتها في حسرة: «هاذي بالله مين يبغى يتزوجها؟»، والغريب أن تلك الفتاة بالذات من بين بناتها التي أتوقع أن تكون حياتها الزوجية أكثر من موفقة «بإذن الله تعالى»، لماذا؟ لا تستغربوا!!؛ لأنها وبدون مبالغة تملك كل مقومات الجمال الحقيقي الذي يؤهّلها لحياة زوجية وأسرية أجمل وأسعد من غيرها. الفتاة التي أعني لديها جمال روحي نابع من الداخل، والجمال الروحي بالتأكيد بريقه يُشعُّ ولا ينطفئ، يعطي انطباعًا كبيرًا، ويدل على شخصية مميزة تتألق وتسمو في كل وقت، ومع كل فعل وقول، تلك الفتاة وأمثالها إناثًا وذكورًا ممن يملكون جمال الروح، منحهم الله نقاء النفس، وطيبة القلب، ودماثة الخلق، منحة ربانية، زد عليها قوة الإيمان بالله، والتمسك بالفضيلة، فكان قدر القبول بالزواج ممن أعنيهم بقدر الرقيّ الخلقي السامي الذي يملكونه. أخطأت الأم الحُكم؛ لأنها تعيش عالم الماديات، وتؤمن بالمظاهر، وتنظر للجمال الخارجي الذي قد يكون مزيفًا، ولا تنظر للجوهر. بالفعل، أفضل ما يُقال عن الجمال الروحي، أنه لا يُرى بالعين المجردة، بل يُرى بالإحساس والشعور، والمعاملة الحسنة التي تميِّز شخصية الإنسان الحقيقي الجميل من الداخل. «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» عليك أفضل الصلاة وأجل التسليم يا رسول الله. وهذا أكبر دليل على أن الجمال ليس جمالًا حسيًّا ماديًّا، وإنما هو جمال معنوي له أثره الكبير على النفس البشرية.
كتابة المقالات

شارك الصفحة
الدعم و المساعدة