مساحتي الحرة في الكتابة
كانت الساعة قد اقتربت من السادسة والنصف عندما بدأت الروتين الصباحي المبكر، عجلة في عجلة، وركض لا منتهي، إفطار بارد على عجل، وركض في السلالم للوصول إلى السيارة، ثم الانتظار في الشوارع المزدحمة.
روتين ممل كالعادة، أشعر فيه بالملل الباد على وجهي ووجه أطفالي الأبرياء، حيث أصابتهم سحابة الطاقة السلبية التي أتمشى بها لأي مكان.
توقفت لأشتري كوب قهوتي الساخنة، والتي يجب أن تكون من الروتين، حتى وإن لم أكن أستسيغ طعمها، اخترت آيس لاتيه، الجو حار جدا، أريد ما يروي العطش، ركضت على عجل وانسكب القليل على ملابسي، مازلت أحاول الحفاظ على الإيجابية المفقودة، رشفت رشفة بالمصاص، إنها الأسوء، نسيت أن أخذ قرطاس سكر أو اثنين، شربتها دفعة واحدة، كان منظر الثلج المربع مغريا.
كان الحزن مخيما، أو لربما اعتدت الحزن، لكنني وقفت ولأول مرة أتأمل، كنت أراقب العم صالح، رجل في منتصف الخمسين، متأكدة من ذلك، فرجال الخمسين يمتلكون صفات نادرة لا تجدها في "شايب" الثلاثين ومراهق الأربعين، رجل سعيد أيما سعادة، يضحك للمارة ويمدهم بسحابة طاقة إيجابية، ويمسح قطرات العرق التي تتكون بين الفنية والأخرى بطرف شماغه البالي.
تقول مديرة المدرسة بأنه يعول أسرة مكونة من ٤ فتيات وطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تركته شريكة حياته منذ سنتين بعد أن صارعت ورم خبيث في المخ، يعمل في هذه الوظيفة، وفي ساعات اشتداد الحر بكل بشاشة وسرور ليستلم مرتب لا يكفي إيجار منزل.
يعيش في منزل يكاد سقفه أن يقع، كدت أقسم بأنه لولا رحمة المولى ثم نفسه القنوعة، لأصيب باكتئاب حاد، أو رمى بنفسه من الدور الخامس، ولكن العم صالح يمتلك سرا غريبا، يجعله يأتي إلى العمل كل يوم بوجه بشوش، وترحيب بالآباء وتزويدهم بالطاقة الإيجابية، إنه سر عجزت أن أعرفه، ولكني حسدت العم صالح وجزعت من نفسي كثيرا، ووددت لو امتلك نصف قناعته.
* نموذج من مساحتي الخاصة في الكتابة.
كتابه محتوى
كتابة سيناريو
كتابة فنية
كتابة رقمية